ورحل عم صلاح السقا ..أجمل الحالمين
جاء المشهد الأخير بعد وفاة المبدع صلاح السقا خير دليل علي مدي الحب والتقدير لهذا الفنان والذي أجمع الآلاف علي موهبته واحترامه لعمله.
كان صلاح السقا ابن عصره وأيامه وواحدا من الحالمين عرف جيدا أن دراسته للقانون ليست بالضرورة ستكون مبتغاه وهدفه في الحياة، فبداخله كان هناك عشقا لنوع شديد الخصوصية من الفنون إلا أنه أخذ من دراسته للقانون روح الانضباط والاخلاص لفكره.. لذلك وبعد أن حصل عم صلاح السقا علي ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس وعمل بالمحاماة, لم يستطع الاستمرار بها أكثر من عام, وذلك لعشقه لعالم العرائس ذلك الفن الذي لا يعشقه سوي من يملكون روحا بريئة, وارتبط بعلاقة صداقة قوية بالفنان الراحل شكوكو, وحاول معه العمل علي تطوير هذا الفن وكثيرا ما كان يترك عمله ويذهب الي شكوكو ليقدما معا عروضا صغيرة وبسيطة في العتبة ووقتها نظر صلاح السقا إلي شكوكو وقال له بثقة: في هذا المكان سنؤسس مسرحا للعرائس.
وقتها ضحك شكوكو وكأن لسان حاله يقول له ابقي قابلني! ولذلك أصر السقا علي الحصول علي دورة تدريبية لتعليم فن العرائس علي يد الخبير سيرجي أورازوف, الأب الروحي لفناني العرائس في العالم, وسافر بعدها إلي رومانيا ليحصل من هناك علي دبلوم الإخراج المسرحي تخصص فن العرائس, وفي بداية الستينيات شاهد الزعيم جمال عبد الناصر عرضا مسرحيا قدمه السقا فنال العرض استحسان الرئيس عبدالناصر, وبعد انتهاء العرض سأله ماذا تريد لتطوير هذا الفن؟
فطلب عم صلاح انشاء مسرح للعرائس وبالفعل أصدر عبدالناصر قرارا بانشاء مسرح العرائس في المكان الذي حلم به السقا وكما تمني تماما,وبما أنه كان شخصا لا يكف عن الحلم له وللمجتمع الذي يعيش فيه, لهذا عمل علي تطوير أدواته الفنية, ولم يتردد لحظة في استكمال دراسته للحصول علي ماجستير في الاخراج السينمائي عام1996 ليكون ملما بكافة تفاصيل وتقنيات العملية الفنية, بعيدا عن قدرته في تحريك العرائس, ورسم حركاتها الخاصة, وأيضا عند تصويرها تليفزيونيا.
دي وصفة سهلة.. دي وصفة هايلة
كان المبدع صلاح السقا يري ان النجاح والعمل الدؤوب هو وصفته السهلة لصناعة التقدم, ودائما ما كان يبث هذه الروح في العاملين معه, والذين استطاعوا بوصفة عم صلاح النجاح والعمل معه دون كلل, وكان يقضي الساعات الطوال مع مبدعي وشعراء مصر الكبار, والذين تحول معهم فن العرائس الي لسان حال الشارع, وينتقدون العديد من المسائل الحياتية والسياسية, واستطاع بموهبته وذكائه أن يحول العرائس إلي نماذج حية ترتبط في الاذهان بحركة أو جملة أو لحن حيث قدم السقا العديد من الأعمال الفنية التي أثرت في تاريخ صناعة الفن بمصر منها حلم الوزير سعدون وحسن الصياد والأطفال يدخلون البرلمان, وفي الستينيات قدم أهم العروض المسرحية علي الإطلاق وهو الليلة الكبيرة كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين, وألحان الشيخ سيد مكاوي, والتي حققت نجاحا ساحقا وما زالت تحقق هذا النجاح في أي وقت تعرض فيه, وظل هذا العرض من أبرزعروض مسرح العرائس ولم يحقق عرض آخر نفس النجاح الذي حققه.
وفي السبعينيات أخرج السقا عروضا منها مقالب صحصح وتابعه دندش أشعار عبد الرحمن الأبنودي, أبو علي تأليف الشاعر سيد حجاب, وعودة الشاطر حسن, عقلة الصباع, الديك العجيب, تأليف إيهاب شاكر, وحوار صلاح جاهين, حكاية سقا تأليف سمير عبد الباقي.
ولم يكتف بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي بل ساهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخري مثل سوريا, الكويت, قطر, وتونس, والعراق, كما أجري العديد من البحوث علي تاريخ فن العرائس التي يدرسها حاليا طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد وكلية التربية.
ومن أيام قليلة خصتنا السيدة نادية زوجته وأبنائه النجم أحمد السقا وفاطمة بمجموعة صور من أرشيفه, وعندما سألت السيدة نادية عن المبدع صلاح السقا؟
صمتت للحظة وقالت لي بعينين تملآها الدموع وحشتني ياصلاح,أما فاطمة أو كما كان يناديها طامو فقالت بحزن وتأثر كنت أتمني أن يري أبي كل هذا الحب من الذين توافدوا يوم عزائه والذي كان بمناسبة الليلة الكبيرة التي لم يستطع هو مشاهدتها, أما ابنه النجم أحمد السقا فكتب لفنون الأهرام قصيدة يرثي فيها الفنان الحقيقي والموهوب والمتواضع وابن البلد صلاح السقا.
جوائز و تكريمات
تقلد الفنان صلاح السقا العديد من المناصب الإدارية في المسرح حيث كان مديرا لمسرح العرائس, وبعد ذلك تولي رئاسة البيت الفني للمسرح من الفترة حتي1988 حتي1990, كما تولي رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية, بجانب إشرافه علي مسرح العرائس حتي عام1992, كما أنه كان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس.
حصل السقا علي العديد من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية وفي1973 حصل علي الجائزة الأولي ببرلين, كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في1980 كما منحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وساما خاصا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام1989, وكانت النمسا كرمته من قبل عام1980, ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن1985, وتقلد الميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا1986, كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام.
أحمد السقا يخص فنون برثاء عن والده
أبويا السقا مات
أبويا السقا راح
كده يبقوا الأهرامات خوفو وخفرع وبس..
معدش فيه صلاح
ماصلاح السقا مات
أبويا السقا مات
في زمان المعيلة وأيام المريلة
كت لما العيال تغيظني
تقول كل الحاجات.. من أول يابن ماما..
لأبوك السقا مات
ولقيتني من النهاردة.. مفضليش الا ماما
وحزين علي السقا مات
من يوم ماقالوا راح.. ومافيش أستاذ صلاح
حاسس بضهري ساقع..
والأسود لونه فاقع أنا واقف ولا واقع
يوم السبت اللي فات أبويا السقا مات
كده يبقوا الاهرامات.. خوفو وخفرع وبس
ماصلاح السقا مات.. أبويا السقا مات
أبويا السقا مات
جاء المشهد الأخير بعد وفاة المبدع صلاح السقا خير دليل علي مدي الحب والتقدير لهذا الفنان والذي أجمع الآلاف علي موهبته واحترامه لعمله.
كان صلاح السقا ابن عصره وأيامه وواحدا من الحالمين عرف جيدا أن دراسته للقانون ليست بالضرورة ستكون مبتغاه وهدفه في الحياة، فبداخله كان هناك عشقا لنوع شديد الخصوصية من الفنون إلا أنه أخذ من دراسته للقانون روح الانضباط والاخلاص لفكره.. لذلك وبعد أن حصل عم صلاح السقا علي ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس وعمل بالمحاماة, لم يستطع الاستمرار بها أكثر من عام, وذلك لعشقه لعالم العرائس ذلك الفن الذي لا يعشقه سوي من يملكون روحا بريئة, وارتبط بعلاقة صداقة قوية بالفنان الراحل شكوكو, وحاول معه العمل علي تطوير هذا الفن وكثيرا ما كان يترك عمله ويذهب الي شكوكو ليقدما معا عروضا صغيرة وبسيطة في العتبة ووقتها نظر صلاح السقا إلي شكوكو وقال له بثقة: في هذا المكان سنؤسس مسرحا للعرائس.
وقتها ضحك شكوكو وكأن لسان حاله يقول له ابقي قابلني! ولذلك أصر السقا علي الحصول علي دورة تدريبية لتعليم فن العرائس علي يد الخبير سيرجي أورازوف, الأب الروحي لفناني العرائس في العالم, وسافر بعدها إلي رومانيا ليحصل من هناك علي دبلوم الإخراج المسرحي تخصص فن العرائس, وفي بداية الستينيات شاهد الزعيم جمال عبد الناصر عرضا مسرحيا قدمه السقا فنال العرض استحسان الرئيس عبدالناصر, وبعد انتهاء العرض سأله ماذا تريد لتطوير هذا الفن؟
فطلب عم صلاح انشاء مسرح للعرائس وبالفعل أصدر عبدالناصر قرارا بانشاء مسرح العرائس في المكان الذي حلم به السقا وكما تمني تماما,وبما أنه كان شخصا لا يكف عن الحلم له وللمجتمع الذي يعيش فيه, لهذا عمل علي تطوير أدواته الفنية, ولم يتردد لحظة في استكمال دراسته للحصول علي ماجستير في الاخراج السينمائي عام1996 ليكون ملما بكافة تفاصيل وتقنيات العملية الفنية, بعيدا عن قدرته في تحريك العرائس, ورسم حركاتها الخاصة, وأيضا عند تصويرها تليفزيونيا.
دي وصفة سهلة.. دي وصفة هايلة
كان المبدع صلاح السقا يري ان النجاح والعمل الدؤوب هو وصفته السهلة لصناعة التقدم, ودائما ما كان يبث هذه الروح في العاملين معه, والذين استطاعوا بوصفة عم صلاح النجاح والعمل معه دون كلل, وكان يقضي الساعات الطوال مع مبدعي وشعراء مصر الكبار, والذين تحول معهم فن العرائس الي لسان حال الشارع, وينتقدون العديد من المسائل الحياتية والسياسية, واستطاع بموهبته وذكائه أن يحول العرائس إلي نماذج حية ترتبط في الاذهان بحركة أو جملة أو لحن حيث قدم السقا العديد من الأعمال الفنية التي أثرت في تاريخ صناعة الفن بمصر منها حلم الوزير سعدون وحسن الصياد والأطفال يدخلون البرلمان, وفي الستينيات قدم أهم العروض المسرحية علي الإطلاق وهو الليلة الكبيرة كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين, وألحان الشيخ سيد مكاوي, والتي حققت نجاحا ساحقا وما زالت تحقق هذا النجاح في أي وقت تعرض فيه, وظل هذا العرض من أبرزعروض مسرح العرائس ولم يحقق عرض آخر نفس النجاح الذي حققه.
وفي السبعينيات أخرج السقا عروضا منها مقالب صحصح وتابعه دندش أشعار عبد الرحمن الأبنودي, أبو علي تأليف الشاعر سيد حجاب, وعودة الشاطر حسن, عقلة الصباع, الديك العجيب, تأليف إيهاب شاكر, وحوار صلاح جاهين, حكاية سقا تأليف سمير عبد الباقي.
ولم يكتف بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي بل ساهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخري مثل سوريا, الكويت, قطر, وتونس, والعراق, كما أجري العديد من البحوث علي تاريخ فن العرائس التي يدرسها حاليا طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد وكلية التربية.
ومن أيام قليلة خصتنا السيدة نادية زوجته وأبنائه النجم أحمد السقا وفاطمة بمجموعة صور من أرشيفه, وعندما سألت السيدة نادية عن المبدع صلاح السقا؟
صمتت للحظة وقالت لي بعينين تملآها الدموع وحشتني ياصلاح,أما فاطمة أو كما كان يناديها طامو فقالت بحزن وتأثر كنت أتمني أن يري أبي كل هذا الحب من الذين توافدوا يوم عزائه والذي كان بمناسبة الليلة الكبيرة التي لم يستطع هو مشاهدتها, أما ابنه النجم أحمد السقا فكتب لفنون الأهرام قصيدة يرثي فيها الفنان الحقيقي والموهوب والمتواضع وابن البلد صلاح السقا.
جوائز و تكريمات
تقلد الفنان صلاح السقا العديد من المناصب الإدارية في المسرح حيث كان مديرا لمسرح العرائس, وبعد ذلك تولي رئاسة البيت الفني للمسرح من الفترة حتي1988 حتي1990, كما تولي رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية, بجانب إشرافه علي مسرح العرائس حتي عام1992, كما أنه كان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس.
حصل السقا علي العديد من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية وفي1973 حصل علي الجائزة الأولي ببرلين, كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في1980 كما منحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وساما خاصا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام1989, وكانت النمسا كرمته من قبل عام1980, ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن1985, وتقلد الميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا1986, كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام.
أحمد السقا يخص فنون برثاء عن والده
أبويا السقا مات
أبويا السقا راح
كده يبقوا الأهرامات خوفو وخفرع وبس..
معدش فيه صلاح
ماصلاح السقا مات
أبويا السقا مات
في زمان المعيلة وأيام المريلة
كت لما العيال تغيظني
تقول كل الحاجات.. من أول يابن ماما..
لأبوك السقا مات
ولقيتني من النهاردة.. مفضليش الا ماما
وحزين علي السقا مات
من يوم ماقالوا راح.. ومافيش أستاذ صلاح
حاسس بضهري ساقع..
والأسود لونه فاقع أنا واقف ولا واقع
يوم السبت اللي فات أبويا السقا مات
كده يبقوا الاهرامات.. خوفو وخفرع وبس
ماصلاح السقا مات.. أبويا السقا مات
أبويا السقا مات
الثلاثاء يونيو 18, 2013 2:17 pm من طرف eecfc
» توصيات الفوركس عبر الجوال
الثلاثاء يونيو 18, 2013 2:15 pm من طرف eecfc
» توصيات الفوركس عبر الجوال
الثلاثاء يونيو 18, 2013 2:13 pm من طرف eecfc
» توصيات الأسهم السعودية عبر الجوال
الثلاثاء يونيو 18, 2013 2:12 pm من طرف eecfc
» الهدوء يخيم علي مجلس الوزراء
الإثنين أبريل 30, 2012 10:47 pm من طرف مدير
» الثورة في مصر .. الي اين
الجمعة أبريل 27, 2012 7:03 pm من طرف مدير
» صحافة القاهرة تقول
الخميس نوفمبر 03, 2011 5:19 am من طرف مدير
» الاقتصاد المصري
الخميس نوفمبر 03, 2011 5:03 am من طرف مدير
» اصلاح التعليم
الخميس نوفمبر 03, 2011 4:28 am من طرف مدير